المنتدى الاسلامي للمقاومة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجالات ثلاثة وقع خلل كبير في التعامل مع الدين إزاءها:الحلقة الاولى

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مجالات ثلاثة وقع خلل كبير في التعامل مع الدين إزاءها:الحلقة الاولى Empty مجالات ثلاثة وقع خلل كبير في التعامل مع الدين إزاءها:الحلقة الاولى

مُساهمة من طرف Admin الأحد أغسطس 24, 2008 7:52 am

بسم الله الرحمان الرحيم

مجالات ثلاثة وقع خلل
كبير في التعامل مع الدين إزاءها:
التعبدات و الكونيات و السياسات
بقلم : أحمد الشقيري الديني
في تعاملنا مع الدين أو الوحي المتمثل في القران و السنة هناك ثلاثة مجالات، لكل واحد منها وظيفة في تنمية ملكات الإنسان العقلية و الروحية و الجسدية التي تساعده على السيطرة على الطبيعة و تسخيرها لمصالحه، وتحسين علاقته بربه والناس من حوله. و أي خلل في هذا التعامل يؤدي لا محالة إلى مفاسد تعود على الإنسان نفسه بالدمار.
المجال الأول : مجال التعبدات ويشمل العقائد و العبادات و الأخلاق، هذا المجال يحدده الدين بتفصيل و لا يسمح لأي فلسفة أو نظرية أو كلام بالتدخل فيه تغييرا أو تجديدا، لأنه يعتبر أن العقائد وهي ما يتصل بصفات الله و أسمائه و أفعاله أو أخبار الجنة و النار و الحساب و أمور الآخرة مفروغا منها، حددها الوحي، إذ هي من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله عز و جل، و أي تدخل في هذا المجال خارج الشرح و البيان لما جاء به الوحي يعتبر زيغا و ضلالا و زندقة، و قد حصل شيء من هذا في تاريخ هذه الأمة لما زعم قوم أن العقل مقدم على الوحي في التعبير عن هذا المجال، فضلا عن الأمم السالفة التي غيرت صفات الله عز و جل فنعتته بالفقر و الضعف و البخل و جعلت له من عباده جزءا. و أما العبادات فهي التي تحدد علاقة الفرد بربه من صلاة و صيام و نسك و مناسك الحج و غيرها ، فهذه أيضا فصلها الوحي تفصيلا و اعتبر التدخل فيها زيادة أو نقصانا بدعا مردودة ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ". و هنا أيضا تدخل أقوام فاخترعوا هيئات و طقوس و أذكار و عبادات زعموا أنها تقربهم إلى الله زلفى، و هي لا تزيدهم إلا بعدا عن الحق !. فإذا كان المعتزلة أشهر من تدخل في مجال العقائد تغييرا و تحريفا معتدين بعقولهم القاصرة، فان الصوفية رتعوا في مجال العبادات و الأذكار و زاحموا ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من صفات و هيئات و عبادات يتقرب بها إلى الله تعالى. أما الأخلاق فقد وضع الدين أمهاتها كالصدق و العفة و الشجاعة والصبر و البر و الحلم و غيرها ، و هذه أيضا قديمة لا تتغير و لا يجري عليها تجديد ، و قد حدثت نظريات و فلسفات اعتبرت بعض الأخلاق كالعفة و الحياء من النقائص، و جاءت بالحرية الجنسية لكسر تلك الطابوهات، و تدخلت فيما لا يعنيها، فعاث معتنقوها في الأرض فسادا، و إن زعموا أن ذلك من التجديد و التقدم و كسر القيود!. و الخلاصة أن الدين له نظرية متكاملة في هذا المجال لا يسمح بمزاحمته فيها.
المجال الثاني:
مجال الكونيات
ويشمل الصناعات و الاختراعات و الكشوفات العلمية في الطب و الهندسة
و الرياضيات و البيولوجيا و الجيولوجيا و الكيمياء و ما يتفرع عنها من علوم ، فهذه تركها الدين للإنسان يفك طلاسمها بعقله الجبار و يصوغ نظرياتها و قواعدها و معادلاتها بلغة الرياضيات، ثم يسخرها لمصالحه في صورة اختراعات أو أدوية أو عمران، و لا دخل للدين في هذا المجال إلا من حيث التوجيه العام، لتبقى منتجات الحضارة المادية نعم يشكر عليها الإنسان ربه و لا يوظفها لتدمير الطبيعة و الاعتداء على أخيه الإنسان! و في هذا يقول الرسول صلى الله عليه سلم "ما كان من دينكم فالي وما كان من أمور دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم"، وذلك لما رأى رأيا في قضية تأبير النخل تبين فيما بعد خطأها. و هنا أيضا تدخل رجال الدين و الفقهاء ظلما منهم و جهلا، فزعم بعضهم أن الاشتغال بهذه العلوم مضيعة للوقت و إهدار للعمر فيما لا يفيد مع أنها من فروض الكفاية، بل اعتبر بعضهم الكيمياء مثلا نوعا من السحر الذي يحرم الاشتغال به، و رفض بعضهم حقائق علمية مثل كروية الأرض و صعود الإنسان إلى القمر، و تدخل آخرون في مجال الطب فتحدثوا عن الطب النبوي و سحبوا عليه قدسية الوحي، و هو لا يعدو أن يكون اجتهادا منه صلى الله عيه و سلم في حدود الثقافة العلمية التي كانت منتشرة في عصره. أما الرقية الشرعية فهي موضوع آخر يدخل في المجال الأول الذي يحدده الدين لا المشعوذون الذين انتشروا في كل عصر و مصر!. و الملاحظ أن هذا المجال لا تتغير به الأهواء، فلا توجد كيمياء صينية و أخرى روسية و ثالثة أمريكية، و كذلك الرياضيات و كل العلوم الحقة كما يقول الشيخ الشعراوي، فالمؤمن و الكافر كلاهما يتوصل إلى نفس الحقائق العلمية.
المجال الثالث:هو مجال تدبير الشأن العام أو ما يصطلح عليه بالسياسة، فهو بخلاف المجالين السابقين يتداخل فيه الديني و الدنيوي، فقد قص علينا القران خبر أنبياء و مرسلين ساسوا أقوامهم بتعاليم السماء كالملكين داوود و سليمان عليهما السلام، قال تعالى:(يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) و كذلك يوسف عليه السلام الذي أوكل إليه ملك مصر مهمة توزيع الثروة الغذائية بالعدل بين الناس في تلك السنوات العجاف (قال انك اليوم لدينا مكين أمين) فأجابه يوسف :(اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم). و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم بنا دولة بحدودها الجغرافية و دستورها و جيشها و عين ولاة و قوادا للجيش ، و لما توفي عليه الصلاة و السلام كان أهم ما شغل أصحابه بعده إقامة الخلافة على منهاج النبوة . و من تتبع سيرتهم و درس أحوالهم متجردا عن كل هوى علم علم يقين أنهم كانوا أهل آخرة و لم يكونوا أهل دنيا ، و إنما جعلوا الدنيا مطية للآخرة ؛و لو كانت السياسة من أمور الدنيا المحضة لما اشتغلوا بها ؛ حتى كان الخليفة عمر بن الخطاب يعس بالليل متفقدا أحوال رعيته ، و يقدم ذلك على قيام الليل و التهجد و هو من أعظم القربات!. ومع ذلك نقرر مطمئنين أن الدين إنما جاء بقواعد عامة و مبادئ و أصول للسياسية الشرعية، و حدد لها مقاصد تتغيا مصلحة الإنسان، و من أراد أن يحمل الأمة على جزئيات بعينها في الحكم استقاها من زمن النبوة أو سياسة الخلفاء الراشدين زاعما أن السنة تقتضي تطبيق ذلك فهو مخطئ ، فقد خالف عمر بن الخطاب كثيرا مما ذهب إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و الخليفة الراشد أبو بكر الصديق، بل و كذا خالف منطوق القران الكريم بسبب المستجدات التي حصلت في زمانه رضي الله عنه. فإذا كان هذا في عصر قريب من زمان النبوة فكيف بعصرنا نحن اليوم، و قد تغير كل شيء تقريبا ؟!. و قبل أن أورد نماذج مما أضافه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أو خالف فيه صاحبيه من قبل ، أشير إلى مسألة مهمة تتعلق بالمجال الأول الذي ذكرناه في مطلع هذا المقال ، ذلك أن أحدا من الصحابة أو تابعيهم لم يجرؤ على إضافة شيء في مجال العقائد أو العبادات أو تأويله تأويلا متعسفا كما حصل بعد القرون الثلاثة الأولى ، مما يدل على وضوح هذا التمايز في أذهانهم بين ما هو دنيوي محض و بين ما هو أخروي محض ، و ما يختلط فيه الأمران ، مع العلم أنهم خالطوا أجناسا و شعوبا و قبائل لها دياناتها و فلسفاتها و طقوسها بعد الفتوحات الكبيرة، فأخذوا عنهم في مجال السياسة و مجال الاختراعات المادية و لم يأخذوا عنهم قطميرا في مجال العقائد و العبادات و الأخلاق فتأمل! بل سادت عقائدهم و عباداتهم و أخلاقهم أينما حلوا و ارتحلوا. أما ما خالف فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب عمل صاحبيه من قبل، وأحيانا منطوق القران فنذكر بعضه دون شرح لان ذلك يطول و لا يسعه هذا المقال. منها أن عمر بن الخطاب أول من أوقف سهم المؤلفة قلوبهم وقفا تاما لما أعز الله الإسلام و دخله الناس أفواجا، و معلوم أن المؤلفة قلوبهم من الأصناف الثمانية الذين يستحقون الزكاة بتقرير القران الكريم، و لكن السياسة الرشيدة للفاروق اقتضت توقيفه.و منها أن الفاروق أول من جعل أمر الخلافة شورى فيعدد محدد بعدما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ، و معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت عن الأمر ، بينما عين أبو بكر خليفته بعده . و منها أنه نهى عن الزواج بالكتابيات و قد أباحه القران،و قال أخشى أن تعاطوا المومسات منهن و تبور نساء المسلمين.و منها انه أسقط الجزية عن فقراء أهل الذمة و العجزة منهم و أعطاهم من بيت المال، و لم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أبو بكر. و منها انه أمر بالتجنيد الإجباري و لم يفعله صاحباه، و دون دواوين للجند بتسجيل أسمائهم و رواتبهم، و خصص الأطباء و القضاة و المرشدين لمرافقة الجيش. و منها انه أسقط الحدود أثناء الحرب حتى لا يلتحقمن ارتكب حدا بصفوف الكفار. و منها انه جعل للقطاء نفقة من بيت المال و أمر بالاعتناء بهم و لم يفعله صاحباه. و منها انه أوقف قطع يد السارق بسبب المجاعة وحكمه منصوص عليه في القران. و منها أنه زاد في حد شارب الخمر من أربعين جلدة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم إلى ثمانين جلدة لما كثر و انتشر شرب الخمر في زمانه، بل أضاف حكم التغريب في الخمر و أقام الحد في شم الرائحة. و منها انه أول من قتل السحرة و لم يفعله صاحباه. و كل هذا من السياسة الشرعية التي لا يقال فيها خالف نصا قطعيا أو سنة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أو الخلفاء الراشدين، لأن السياسة تدور مع المصلحة وجودا و عدما شريطة أن تكون المصلحة حقيقية غير متوهمة. فحيثما لاحت بشائر العدل و أسفر صبحه فتم شرع الله كما يقول الإمام ابن القيم. فإذا تبين لنا بالاستقراء أن الصحابة كانوا يستعظمون تغيير جزء و لو بسيط من العقائد أو العبادات أو الأخلاق، و ينكرون ذلك اشد الإنكار، بينما يجمعون أو يسكتون على اقتباس خليفة راشد من الأمم الأخرى فيما يتعلق بتدبير الشأن العام، أو تعطيل نص ظاهر المعنى في هذا المجال، أو توجيهه لمصلحة راجحة دون أن يجدوا في ذلك أي حرج ، أدركنا أن التمايز بين المجالين كان واضحا في أذهانهم و هم تلامذة محمد صلى الله عليه و سلم، كانوا يدركون الفرق بين تصرفاته بالنبوة و تصرفاته بالإمامة.و من أعظم الاختلالات التي حصلت في التعامل مع الدين الابتداع في مجال التعبدات و الإتباع في مجال السياسات، و لست أعني هنا عدم اتباع منهج السلف، فهذا محمود لقوله صلى الله عليه و سلم "عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور، فان كل محدثة بدعة"! فمنهجهم في الحكم يقوم على العدل و تحقيق المصلحة وتطبيق الشريعة بمفهومها الواسع، و لسنا ملزمين باتباعهم في جزئيات الأحكام السلطانية، و من زعم غير هذا فقد حط من قدرهم ، و جهل معنى السياسة الشرعية و أوقع الأمة في الحرج المرفوع


Admin
Admin
Admin

ذكر عدد الرسائل : 42
العمر : 39
الموقع : http://sterilitemasculine.maktooblog.com
تاريخ التسجيل : 27/07/2008

https://islamyat.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجالات ثلاثة وقع خلل كبير في التعامل مع الدين إزاءها:الحلقة الاولى Empty رد: مجالات ثلاثة وقع خلل كبير في التعامل مع الدين إزاءها:الحلقة الاولى

مُساهمة من طرف السابق الأحد أغسطس 24, 2008 12:45 pm

مشكور أخي وماقصرت

السابق

عدد الرسائل : 2
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى